أصغر مسجد في العالم |
في زمن من الأزمنة الغابرة، وفي إحدى القرى في منطقة بورصا، ترعرع شاب على التقوى والورع والتدين، لازم المسجد وصلاة الجماعة. لكنه مع مرور الوقت صار يضيق درعا بمن حوله ممن يحضر الصلاة لأجر الجماعة، ليس بغضا فيهم أو نفورا من الناس، وإنما من سوء أحوالهم وسيرتهم، لقد لاحظ أن الناس يأتون للصلاة ويخشعون إذا كانوا وراء الإمام، حتى إذا سلموا من الصلاة تغير حالهم فاغتابوا بعضهم بعضا، وتجاذبوا سيرة بعضهم وأعراضهم..
نصحهم مرار وتكرار، وأغلظ لهم القول فلم يتعظوا، بل سبوه وتهكموا واتهموه بالجنون والضعف والتكبر..
فما كان منه إلا أن اكترى مهندسا وبناءا، وأمرهم ببناء مسجد له خارج القرية لا يتسع لأحد غيره هو مع الإمام، فبنوا له ذلك المسجد، وصار مداوما على صلاته فيه على قطيعة من الناس الذين اتهموه بالجنون، وأوصى أنه إذا مات دُفِن بجوار المسجد وهو ما كان..
وهذا المسجد اليوم مهمل أكلته الأحراش، لكن هيكله باقٍ والقبر باقِ وحبذا لو اهتُمَ به فصار قبلة للسواح كباقي مساجد آل عثمان الفسيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق