التاريخ وأوروبا

أوروبا القرون الوسطى.. عنف وخرافة وتخلف
شاهدت بالأمس شريطا على قناة فرنسية تحت عنوان "تاريخ العالم"، وقد كانت حلقة البارحة عن حقبة يسمونها القرون الوسطى، فتكلموا عن إصلاح الكنيسة والحروب الدينية، وصكوك الغفران، واكتشاف الأمريكيتين، والإبادات الجماعية التي تسببوا فيها هناك، وعن طرقهم الملتوية ووعودهم الكاذبة للأهالي، ليختتم المعلق شريطه بكلمة عن دور أوروبا في صياغة العالم وتغيير وجهه بالتكنولوجيا واختراع البندقية والطابعة؟!
والمؤلم أن نفس هذه الأساليب هي التي اتبعها الغرب في غزوه للعالم الإسلامي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي حملات الروس والأمريكان في القرن العشرين، وفي حملات الصليبية الأُمَمِيَّة في القرن الواحد والعشرين.
وأتسائل حقا هل هي حنكة هذا الغرب المتجرد من كل قيم الإنسانية، أم سذاجة وتفاهة الأمم هي التي جَنَت عليها هذا الدمار وهذه الإبادات؟
وسواء كان هذا أم ذاك، لماذا أصبحنا ندرس التاريخ بسلبية وحيادية جوفاء، دون التركيز على جانب الخير والشر؟ فإن كانت أوروبا لا تُدِينُ في التاريخ شيئا فإنها تفعل ذلك لأن تاريخها أسود، وإلا لماذا تُدِين مجازر الأرمن واليهود إن صحت؟ فلِهذا تجدها تفرض علينا أن ندع التاريخ للمؤرخين يكتبونه كأنه قصص ألف ليلة وليلة أو خرافات من خرافات اليونان..
علينا أن نتحرر من الاستعمار في كتابة التاريخ وتحليله وأخذ العبر منه، وعلينا غرس ذلك في الجيل الصاعد لأن الجيل الحالي لا ينظر للتاريخ إلا على أنه مادة ثقيلة على القلب واللسان في المناهج التعليمية.. علينا غرس التاريخ الصحيح في أطفالنا، فبذلك نخطو أولى خطوات الإصلاح ونتفادى مآسي أخرى تسمى العراق أو سوريا أو اليمن أو أفغانستان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق