جزيرة الأميرات

تقع جزر الأميرات في بحر مرمرة مقابل أسطنبول، وهي مجموعة جزر أصل تسميتها جزر الأمراء.. لأن الأمراء البيزنطيين كانوا ينفون إليها عندما لا يراد لهم المنافسة على العرش. ولأننا نحن العرب لا يستهوينا إلا.......  فقد سميناها بجزر الأميرات، ويناديها الأتراك أيضا بهذا الإسم لجلب السواح العرب إليها.
والجزر في أغلبها مهجورة، إلا ثلاثة منها، وواحدة منها "بيوك أظه" هي الوجهة الرئيسة للسواح.
انتقلنا إلى هذه الجزيرة من ميناء "قاباطاش" برحلة بحرية رائعة، في جو لطيف حسن. حللنا بالجزيرة وجلنا فيها بعربة خيل، وعربات الخيل هي وسيلة التنقل الوحيدة في هذه الجزيرة. طفنا على الجزيرة، بأزقتها، وحدائقها. وتمنينا لو كان لنا المزيد من الوقت حتى نستكشف كل جزء منها! لكن الرحلات المبرمجة تكون دائما مضبوطة بوقت محدد ينغص عليك أحيانا متعة التجوال والسياحة.
في جزيرة الأميرات
سكان الجزيرة قليلون، والمنازل فيها بسيطة وجميلة، ورغم كثرة السواح إليها، إلا أنها تبقى هادئة وساحرة. وتجد فيها متسعا للعزلة في هدوء سكينة.
وكباقي المدن السياحية في العالم، حذرنا مرشدنا من جشع التجار هناك. وتجارها هم أصحاب مطاعم السمك! فهم يقدمون الطعام بالقائمة لا بالوجبة، فالزبون يحاسب على الماء والخبز والمشروب قطعة قطعة، ناهيك عن الوجبة الرئيسة والمقبلات.. والغريب أن ثمن الملحقات يفوق بأضعاف ثمن الطبق الرئيس. على عكس مطاعمنا التي تحاسب فيها على الوجبة أما المقبلات والكسرة والمياه فهي من ضيافة صاحب المحل! وثمن المشاريب والإضافات أقل بكثير من ثمن الوجبة.
إنها السياحة بما لها وما عليها.. لقد جعلت اسطنبول كل بقعة من العمران والطبيعة قبلة للسياح، ومدخلا للريع، وأعمالا لأهل البلد. ويقال للمعارضين لهذه السياحة بدافع الأخلاق وحقوق العمال: هاتوا نموذجكم إن كنتم صادقين! ففي بلدنا الزاخر بالطبيعة والآثار والمتسع لسياح بحجم سكان الأرض أجمعين، عجزنا عن خلق قطب سياحي آمن جذاب واحد بمساحة خمسة كيلومترات مربعة.. مساحة جزيرة "بيوك أظة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق