لطالما انبهرت من تسميات الشهادات بدرجاتها، مهندس، ليسانس، ماجيستير، دكتوراه، وحتى الباكالوريا. ذلك أنه في زمن مضى، كان حامل الشهادة الإبتدائية يحمل من العلم والفكر ما يجعله يربي جيلا! ثم أتى علينا زمن صار حامل الشهادة الثانوية أو الباكالوريا يدير مدرسة ومؤسسة بامتياز.. لننتقل إلى مهندسين بنوا مؤسسات وأداروا شركات كبرى..
ونصل اليوم إلى زمن صار فيه حامل الدكتوراه مطالب بالتصديق على شهادته من الجامعة، لأن الشهادات تزور، وصار فيه حامل هذه الشهادة يعاني من البطالة!؟ أي والله! دكتور بطال!!؟؟ وأصبحنا نسمع عن راقصة حاملة للماجيستير؟ وأضحينا نرى ساقطين وساقطات يرتادون الجامعات..
فمن المسؤول عن هذه المهازل يا ترى؟ أهي العائلة التي أسقطت من قاموسها مفاهيم الفكر والعلم والمنطق حتى صارت الدراسة والشهادة بعيدة كل البعد عن هذه المفاهيم؟ أم هو التلميذ والطالب الذي صار يتعامل مع العل والتعليم بمنطق السوق بما يعتقده من شطارة وألاعيب؟ أم هو المعلم والأستاذ والمربي الذي أصبح يمرر كل شيء، ويقبل من المدرسة والجامعة بكل شيء، وأخلى عقله وروحه من واجبات العالم والمعلم؟ أم هو المجتمع والنظام الذي أفرغ العلم والتعليم من كل معنى، وجعل الشهادة رداءا للغث والسمين، وأضحى توزيع الشهادات كتوزيع السكن، يخضع للكوطات وللضغط الإجتماعي؟
لقد ضاع زمن الشهادة، منذ ضاعت الشهادة.. واللبيب بالإشارة يفهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق