الزعامة

صديقنا "كريم" له طباع غريبة، هو ليس صديقنا جدا، لكنه لا يفارقنا أبدا، فاعتبرناه صديقا. يصر ويلح إلحاحا أن نجلس في المقهى الذي اختاره هو، ويريدنا أن نطلب المشروبات التي نريدها، وأن نشتري الجرائد التي يختارها هو! مع العلم أنه لا يقرأ ولا يكتب؟!
هو لا يفرض علينا شيئا، لكنني أتذكر أنه بعد سنة أو سنتين، اشترى أحد الأصدقاء جريدة لم يخترها "كريم"، فخاصمنا لمدة شهر، ولا أحد فينا يقدر على خصام "كريم".
"كريم" لا يحب الزعامة، لكنه نصوح وشفيق، ومحب! ونحن نحبه لذلك، فرغم أن جلوسنا في المقهى مضيعة للوقت، وشراؤنا للجرائد كذلك، مع العلم أننا لا نقرؤها، لكن أمهاتنا يطلبنها للف السلطة والحشائش، ورغم أن أمهاتنا يحضرن القهوة والشاي، إلا أننا نطلبها من المقهى، لأن "كريم" لا يحب أن يجلس في المقهى دون أن يطلب شيئا.
وفي يوم ما، ربما في السنة الماضية أو القادمة، قررنا أن نغير الأوضاع، فلا معنى لإهدار المال في المقهى لأجل "كريم"، ولا معنى لشراء جرائد لا نقرؤها!
لقد قررنا أن نتغير..
وعزمنا على ذلك..
من اليوم فصاعدا..
سنترك مقهى "كريم"..
.. وسنجلس في مقهى آخر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق