لقد حرم الله تعالى الاقتراب من الزّنا، كما حرّم الاقتراب من الفواحش كلّها، وأخبرنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ الخوض في الحِمى نتيجة لمن حام حوله.. ذلك أن النّفس البشريّة طمّاعة بطبعها توّاقة للأكثر ومجبولة على الفضول.. ومتى مَشينَا عشر خطوات في اتجاه معين، تمنّينا الخطوة الحادية عشر، ومتى شربنا شربة من العسل تمنّينا الشّربة الثّانية..
لذلك فإن السّبب الرئيس للفشل هو السير في طريقه!.. قد تبدو هذه المقدّمة سخيفة، لكنّنا نسير عليها في غالب أفعالنا.. فنحن نعلم أن الرّسوب فشل، لكنّنا نسهر على الأفلام والمسلسلات، ونستمع للموسيقى والأستاذ يحاضر، ونمتنع عن تدوين الدّرس والملاحظات، ونُبرمج الخرجات والسّهرات أيّاما قبل الامتحانات.. ونقول بعد كل هذا.. نريد أن ننجح؟!
وبمفهوم المخالفة، السّبب الرئيس للنّجاح هو السير على طريق النّجاح.. لكنّنا في حياتنا لا نأبه بهذا.. يستثقل التّاجر القيام باكرا، ويتأفّف على الزّبائن، ويرمي السّلعة ولا يُنقِص من ثمنتها، ثمّ يقول: أريد أن أنجح؟!
إن هذه الأمثلة وإن كانت حسّية، لكنّها تنسحب على كل السّلوكات والطّبائع النّفسية، فلكل آفة نفسيّة مقدّمات ومحفّزات، ولكلّ فضيلة نفسيّة مقدّمات ومحفّزات كذلك.. ولا يتحقق النّجاح في تحصيل فضيلة أو دفع رذيلة إلا بالاقتراب رويدا رويدا من الأولى والفرار من الثّانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق