لقد أظهر العيد على بركته وقدسيته مساوئ مجتمعنا وعيوبه من حيث العيش المشترك واحترام الآخر. لقد أضحينا في زمن لا يهتم الواحد منّا إلا بنظافة منزله من الداخل، أما خارج بيته، فلا يأبه إن جرّ الأدران والأوساخ إلى جيرانه وكلّ من يعيش معه في الحي..
عندما نتصرّف كأفراد لا يربطنا إلا رمز الوطن وشعار الدولة وحبر القانون: نذبح أضاحينا ونريق الدّماء على البلاط حتى يتعفن أمام منازلنا.. نرمي بجلد خروفنا عند باب جارنا في العراء دون كيس أو مُطهّر أو ملح.. ندفع الأوساخ وبعر الخروف بالماء والمكنسة ليجري عند باب جارنا لنتّهم الجار بعد ذلك في نظافته وطهارته.. نُخرج قماماتنا وفضلاتنا في أشباه أكياس ممزّقة فتنهشها الكلاب والقطط وتجري بها في الشّوارع تنقلها من زقاق إلا زقاق.. وعندما نريد أن نُخلّص أنفسنا من كلّ هذا، نحمل كلّ فضلاتنا في السيّارة ونرمي بها في أقرب نقطة فوضوية أمام عمارة سكنيّة أو في حيّ آخر لنبتليه بِبَلاوِينا!!!
هذا هو العيش المشترك لأمّة التّوحيد والإيمان والعبادة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق