الله خالق كلّ شيء، وهو القادر على إنفاذ أمره بسبب وبغير سبب.. لكنّه سبحانه وتعالى، لحكمة يعلمها، ابتلانا بالأسباب، وشرع لنا في ديننا البحث عن الأسباب واتّخاذها في معيشتنا.. وتخضع هذه الأسباب لنواميس الكون التي أودعها الله وطلب منا اكتشافها وتقصّيها ووضع العلوم التي تُعنى بها.. من هذه النّواميس ما تعلّق بالطّبيعة، كقوانين الفيزياء والرّياضيات والأحياء وكل العلوم التّجريبية الحديثة.. ومنها ما تعلّق بالمجتمعات الإنسانيّة وغير الإنسانيّة ممّا ينتظم به سير الجماعات والمجموعات والأسراب.. ومنها ما تعلّق بالنّفس البشرية، وهو موضوع مقالنا هذا..
فكما تستيقن أنفسنا أن الخوض في النّار مهلكة للبدن، وأن التّعرض للبرد بعد حمّام ساخن يورث المرض، ينبغي لنا أن نستيقن من السنن التي أودعها الله في أنفسنا وفطر عليها غريزتنا.. وإن كان الإنسان قد خطا خطوات كبرى في هذا المجال نظريا وعلميا، إلا أنّ التزامنا بهذه السّنن يبقى مفقودا في حياتنا، فعلى الرّغم من معرفتنا بأنّ الله هو خالق قوانين الطّبيعة وقوانين النّفس، إلاّ أنّنا نحترم قوانين الطّبيعة احتراما حادّا ونحن نعلم أن الله قادر على خرقها، وندوس على قوانين النّفس متجاهلين أوامر الله باحترام كلّ قوانين الكون وكأنّ لهذه القوانين خالق آخر غير الله تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق