النجومية والشهرة (1)؟
كثيرا ما يبحث الشباب عن الشهرة، والنجومية، لذلك نجده دائم الحلم والبحث عن أسباب تحقق له الشهرة والنجومية عبر قنوات وأسباب أكثرها موجهة وممنهجة من جهات خفية بأجندات مدروسة ومدفوعة لأغراض غالبا ما تتعلق بمحاولات طمس الهوية وتحطيم دعائم الأمم. لذلك غالبا ما يتوجه الشباب إلى برامج تلفزيون الواقع من ستار أكاديمي، فسوبر ستار، ففاشن، مرورا بألحان وشباب، وانتهاءا بمسابقات الجمال والمواهب. هذه البرامج يُقدَم لها دائما على أنها ورشات ومدارس لصناعة النجوم، فهل تصنع هذه المحافل نجوما أصلا؟ الإشكال الرئيس يكمن في تعريف النجم! ما هو النجم؟ النجم جرم سماوي محترق! ومن احتراقه صار علما مُشاهدا لكل الناظرين، فشبه الناس به كل من ذاع صيته أو اشتهرت صورته حتى صار لايخفى في مجلس. فبذلك صار الفاتحون والعلماء والموسيقيون والأدباء نجوما في الزمن الماضي، وكذلك -وهذا ما يُروج له الإعلام الحديث للأسف- صار اللصوص والتجار الفاسدون وبائعات الهوى نجوما أيضا في وقتنا الحاضر! لا لشيء إلا لمقومات الاحتيال وإمكانات الجسد، وليتها مقومات وإمكانات حقيقية، بل برتوشات تغير كل الطبيعة أحيانا. فهل نحن بحاجة لأمثال هذه النجوم، أو بالأحرى هل شبابنا يحتاج لهذه النجومية لإثبات وجوده وتحقيقه، وراحته وشعوره بالإنجاز؟ وهل يحق لهؤلاء النجوم أن يفخروا ويفرحوا بشهرتهم؟ ويتباهوا بما وصلوا إليه إن كانوا قد وصلوا لشيء أصلا؟ كيف يمكن لملكة جمال أن ترتاح وقد صارت نجمة لا لشيء إلا لأنها تعرت أمام الملايين وقَيَّمَتها عصابة بطول ساقيها وحجم صدرها؟ كيف يمكن لخريج برنامج آخر أن يفخر بإنجازه وقد وصل إليه بكشف أسراره أمام الملايين، ليستعطف تصويتهم بتسريحة شعر أو ضحكة ماجنة، فيكون أداة ربح للمنتج وشركة الإتصالات وشركات الإعلان، ليتخرج بعدها فيشتغل أيضا بتسريحته وشكله بالإعلانات والدعاية؟ فأي مستقبل لهؤلاء بعد انفضاض المجلس وتفرق الجمع إلى "نجوم أخرى"، وبماذا يعرف هذا النجم حياته، وبماذا يصف إنجازه؟ ثم، وهذا الأهم، ما الذي حققه هذا النجم للآخرين، وما هو إسهامه في الحياة وإضافته ولو البسيطة الضئيلة للبشرية؟ اللهم إلا إلهاء الناس برهة ببهرجة عارضة، وسلبهم جزءا من أموالهم عن طريق الإتصالات واشتراكات التلفزيون، ثم التفريق بين الأزواج كالسحرة بسبب خلافات أتفه من أصحابها، فبالله عليكم ماذا بقي بعد كل هذا!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق