المهرج شخصية أسطورية من المستوى الأول، فهو يجسد خبايا النفس البشرية من خوف وجهل وتخف وضعف وسوء نظر وقلة حيلة! فيجسد بالتالي النقيصة في العمل الإنساني من حيث كونه دائما بعيدا عن الكمال في أعين الآخرين. ونحن إذ يعجبنا التفرج عى المهرجين، ونتسلى بذلك ننسى أو نتناسى أن المهرج مرآة لسلوكاتنا اليومية في أغلبها إن لم يكن في كلها. ذلك أن سلوكاتنا صارت للأسف عروضا مضحكة مبكية في آن واحد! من تصرفاتنا اليومية في العائلة والمحيط والعمل، إلى قراراتنا الحياتية والمصيرية، مرورا باختياراتنا أمام مختلف امتحانات الحياة.
إذ كيف لمدرس أن يكرر الأخطاء اللغوية التي يلقنها للتلاميذ منذ عشرين سنة ونيف إلا إذا كان مهرجا؟ وكيف لرب الأسرة أن يتخذ قرارا بتزويج بنت أو تطليق امرأة وهو جليس مقهى ثم يلحس كلامه في الجلسة التالية إلا إذا كان مهرجا؟ وكيف لرئيس مؤسسة أن يطلق مشروعا بكلمة ويسخر فيه كل الطاقات لنفحة، ثم يبطل المشروع وربما بنفس النفحة إلا إذا كان مهرجا؟ والظاهر أن مظاهر التهريج وامتداده أكبر مما نتصور، وفوق كل الحدود! ولكن؟ هل التهريج الذي نمارسه مرده فعلا للنقص البشري، أم أنه نتاج الهزل والانهزام الذي نعيشه على كل الأصعدة؟ الواقع أثبت ويثبت أن هذا التهريج من خصائص أهل التخلف. ذلك أن الأمة التي تتعامل مع الجرائم التي ترتكب كل يوم في حق لغتها، وعلمها، وهويتها، وحضارتها على أنها نكت وطرائف تتندر بها الصفوة في مجالس السمر هي فعلا أمة الهرج والتهريج!
إذ كيف لمدرس أن يكرر الأخطاء اللغوية التي يلقنها للتلاميذ منذ عشرين سنة ونيف إلا إذا كان مهرجا؟ وكيف لرب الأسرة أن يتخذ قرارا بتزويج بنت أو تطليق امرأة وهو جليس مقهى ثم يلحس كلامه في الجلسة التالية إلا إذا كان مهرجا؟ وكيف لرئيس مؤسسة أن يطلق مشروعا بكلمة ويسخر فيه كل الطاقات لنفحة، ثم يبطل المشروع وربما بنفس النفحة إلا إذا كان مهرجا؟ والظاهر أن مظاهر التهريج وامتداده أكبر مما نتصور، وفوق كل الحدود! ولكن؟ هل التهريج الذي نمارسه مرده فعلا للنقص البشري، أم أنه نتاج الهزل والانهزام الذي نعيشه على كل الأصعدة؟ الواقع أثبت ويثبت أن هذا التهريج من خصائص أهل التخلف. ذلك أن الأمة التي تتعامل مع الجرائم التي ترتكب كل يوم في حق لغتها، وعلمها، وهويتها، وحضارتها على أنها نكت وطرائف تتندر بها الصفوة في مجالس السمر هي فعلا أمة الهرج والتهريج!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق