في حي من أحياء وهران، وهو الحي الذي أقيم فيه طبعا، طالت يد السراق شيئا لم أسمع أنه سرق من قبل! إنه صناديق البريد لجميع سكان العمارة! أي والله.. لقد سرقت منا صناديق بريدنا وهي ليست إلا علب خشبية (وخشبها من النوع الرديء أيضا)، ولست أدري حقيقة من ولماذا سرقها؟
فإذا كان السارق يريد أن يثبت هته الصناديق في عمارته، فليتني أستوعب كيف بالإنسان أن يكون حضاريا لدرجة تثبيت صناديق بريد لتلقي الرسائل –التي هي وسيلة اتصال حضارية– ثم يقدم على هذا الفعل الذي أصفه بأنه لا يرقى إلى درجة الجريمة.. لأن الجريمة لها دافع قادر على تحويل النفس البشرية من الخير إلى الشر، إنما هذا الفعل هو مجرد نزوة طفولية للتملك لا غير! أو هو في أحسن الحالات رد فعل لغيرة من لمتلاك بعض الناس لعناوين.. في وقت قل من يمتلك عنوانا في هذا الزمن..
فمن نلوم على هذا الفعل؟ هل هو اللص الظريف الذي سرق علبا خشبية لا يكفي ثمنها عناء ومشقة الحصول عليها؟ أم العقلية المريضة التي صارت تطبع أطفالنا وشبابنا الذين يعبرون عن غيرتهم وعن إحباطهم وعن قصور يدهم بالعنف والسرقة والإتلاف؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق