قررت مع زوجتي أن نمضي إجازتنا هذه السنة خارج البلاد. وهذه المرة الأولى التي سنغادر فيها أرضنا معا لقضاء الإجازة. وقد احترنا كثيرا في الوجهة التي سنسلكها بين أوروبا وآسيا ودول الجوار، لنستقر مع استقرار الأسعار على بلد بين القارتين، وهو تركيا. وسأكتب في بضع مشاركات عن هذه الزيارة، وما رأيناه فيها، وما تعلمناه منها وفيها.
مطار وهران |
ولقد كانت زيارة والحق يقال من أروع ماكان. وإن كنت قد زرت تركيا من حوالي ست عشرة سنة، إلا أن حال هذا البلد قد تغير كثيرا، وقد استفدت هذه المرة ما لم أستفده من المرة الأولى.
ومشاركتي اليوم عن بداية الرحلة.. توجهنا إلى مطار وهران، وهو لم يتغير كثيرا عن آخر مرة سافرت منه من بضع سنين، عدا تقسيم المطار إلى جناحين، تم توزيع شركات الطيران بينهما، وإضافة شباك أو شباكين إلى الشباك اليتيم لدى مراقبة الشرطة والجمارك. لكن ما أشهد به أن التأخير في الإقلاع هذه المرة لم يتجاوز النصف ساعة. كما أننا لم نضطر لحمل حقائبنا لإدخالها إلى الطائرة، كما أن الإجراءات الورقية كان سلسة وسهلة.
ورغم هذا التحسن، إلا أننا عندما وصلنا إلى مطار إسطنبول أدركنا أن تطورنا وتقدمنا بطيئ جدا، وممل للغاية مقارنة بما عليه بقية العالم كما سأذكر في مشاركاتي اللاحقة إن شاء الله. فمدينة كوهران تستحق مطارا أحسن من هذا بكثير، خاصة وأنها تستقبل يوميا رحلات من أقطار شتى، ومسافرين من جنسيات مختلفة، أول ما يتعرفون عليه من هذا البلد هو المطار.
عندما تدخل إلى مرافقنا -سواء أكانت مطار أو غيره- تلحظ حركية، وتلمح عمالا وموظفين، لكن شعورا أقوى منك ينتابك بأن هذه الحركية زائفة، وأنك أمام أناس قضى عليهم حب الخمول والانتظار المزمن للراحة. وسرعان ما ينحقق لديك هذا الشعور عندما تلج إلى دورات المياه، أو تتقدم إلى موظف إداري، أو تلاحظ الحمالين وعمال النظافة. إنه إحساس باللاإنتماء، أو الإنتماء إلى اللاشيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق