الإمتاع والمؤانسة

كتاب الإمتاع والمؤانسة من أمتع الكتب التي مررت بها، ومن أشدها جلبا لذهن القارئ، وأسهلها عليه.
الكتاب جمع فيه صاحبه أبو حيان التوحيدي حكايات سمره مع الوزير الحسين أحمد بن سعدان وزير صمصام الدولة البويهي. وكان أبو حيان جليس الوزير في هذه الليالي، يحادثه ويجيب عن أسئلته في شتى الألوان و الفنون.
والقارئ للكتاب يدرك الفرق بين حكام اليوم والأمس، وبين علماء اليوم والأمس. لقد كانت جلسات الوزراء أدبية، علمية، وفنية.. حتى المجونية منها. وكان الوزير يحب الاستمتاع بموالح الأدب، ودقائق الفنون، ويسمونه سمرا بعيدا عن عهر الغواني والفساق. وإن كان لهم نصيب من هذا الأخير، لكنه لم يكن ليمنعهم عن الأدب والعلم والشعر.
والكتاب يرفع الملل عن نفسه بتنوع مواضيعه، وتعدد مجالسه ولياليه. ويخوض في طوائف من أخبار الفقه والفلسفة والشعر والطب وغير ذلك.
وقد ذكر محقق الكتاب أن هذا التأليف عدا عن تعرضه للحياة البغدادية آنذاك، يعد أول من كشف عن مؤلفي رسائل إخوان الصفا المثيرة للجدل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق