كثيرا ما أتسائل عن فائدة الاستيقاظ مبكّرا؟ ولماذا ننهض باكرا؟ ويا ليتني أقع على من جعل الدّوام على السّاعة الثّامنة صباحا لكي أستفسر منه عن هذا المنكر العظيم الذي افتراه علينا وعلى من هو مثلنا!! لماذا لم يجعله مثلا على العاشرة أو بعد الزّوال مثلا؟؟!
المشكلة أنّه وبعد عناء طويل، وطويل جدا!! وبعد أن تستيقظ باكرا، وتتوجّه للمؤسّسة من أجل التّدريس، وتخوض في ظلام دامس في الطّرقات وفي أضواء السّيارات حتّى تصل إلى قاعة التّدريس.. عندها تجد القاعة مغلقة.. وعندما تسأل عن السّبب.. تجد أن الموظّف أو عون الأمن يأتي متأخّرا دائما.. تذهب للمسؤول فلا تجده في مكتبه، لأنّ المسؤول لا يأتي إلاّ بعد التّاسعة..
تنتظر صاحب المفاتيح لقرابة العشرين دقيقة بعد الثّامنة.. تدخل القاعة مع طلبتك نصف ساعة بعد الثّامنة.. تُشغّل الأجهزة وتمسح السّبورة وتقيّد الحضور.. وتبدأ محاضرتك أو حصّتك على الأقلّ أربعين دقيقة بعد الثّامنة.. هي قرابة نصف الحصّة قد طارت في شخير أحدهم! تحاول جاهدا أن تسرع لكن دون جدوى، ثم تسرق خمس أو عشر دقائق من الحصّة الموالية لزميل لك.. ويتراكم التّأخير والنّقص من حصّة إلى حصّة.. وصاحب الحصّة الأخيرة غالبا ما يُطرَدُ من نفس صاحب المفاتيح وعينه الذي جاء متأخّرا في الحصّة الأولى! قائلا بكل وقاحة: لستُ مسؤولا عن تأخُّرك حتّى تحجزني معك هنا بعد الدّوام..!!!
والمسؤول عن ذلك ليست السّكرتيرة أو صاحب المفاتيح ولا المسؤول.. فهم المساكين كيف لهم أن يستيقظوا باكرا وهم أرباب أسر ويسكنون بعيدا والنّقل شحيح والجوّ بارد والظلام دامس ولون السّماء أزرق والشّمس قرص أصفر!!!
إنّه أنت الأستاذ السيئ الوقح صاحب الملايين في مرتّبك.. أنت الذي لا تؤدّي دورك وتسرق من وقت الطّلبة.. أنت الملوم من الطالب والمسؤول وحامل المفاتيح ونافخ الكير والمواطن والوطن.. ولا تسألني لماذا.. فلو كنت صالحا لما كنت أستاذا..
دعونا ننام قليلا.. ورجاءا.. أطفؤوا الأنوار وأنتم راحلون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق