العطلة

جلست أنتظر أحدهم وأنا أراقب الشارع المقابل والنهار قد انتصف، والشمس دنت بحَرِّها من العباد، وأناس يروحون ويغدون وقد نال منهم التعب والحر كل مأخذ!
وأول ما شد انتباهي تجرد بعض الناس من ملابسهم بشكل مقزز رجالا ونساءا، فالكل يوفر الحد الأدنى من الخدمات في اللباس، أقمصة مكشوفة الأكتاف والأذرع والسرة، تبابين إلى ما فوق الركبة وشحاطات لا تكاد تجمع الأقدام! ويستوي في ذلك الأطفال والكبار.. وحتى بعض الشيب.
والكل يجري وهو حامل علبا من الحلوى، أو البيتزا، أو السندويشات.. وكأني بهذا الصيف موسم للراحة حتى عن التجمل الاجتماعي واللباس المحتشم وطهي الطعام وإعداده في البيت..
تساءلت ولا زلت أتساءل عن الذي جعل لنا الصيف مرادفا لهذا كله؟ وكأننا في باقي فصول السنة عندما نعمل، ونعد الطعام في بيوتنا، ونرتدي لباسنا اللائق والمحتشم متكلفون وخارجون عن الفطرة، مع أنه لدينا عطل أسبوعية وعطل أخرى نسترجع فيها بعضا مما نستهلك من طاقاتنا ومجهودنا.. وكأن ذالك كله مُتَكلَّفٌ وخارج عن الفطرة، حتى إذا ما جاء الصيف، تحررنا من ذلك كله حتى من الحياء والحشمة.
أتساءل حقا هل كنا كذلك قديما؟ وهل الأصل حقا فينا ما نفعله في العطلة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق