في هذه الرسالة لأستاذنا الكبير مالك بن نبي، والتي ضمنها محاضرتين ألقاهما في دمشق، يستعرض المسؤولية الملقاة على عاتق المسلم مع نهاية القرن العشرين.
والمؤلف إذ يعرض تهاوي منظومة القيم لدى الحضارة الغربية مع فقدان مبررات وجودها ورسالتها، يهيب بالمسلم أن يستلم مشعل الحضارة من جديد لينقذ نفسه من التخلف عن الركب، وينقذ الآخرين من المصير المحتوم الذي يسيرون إليه مع نفاذ المخزون الحضاري وفقدان قيم الرقي.
ومما أعجبني في هذه الورقات القليلة عددا والمتخمة بالأفكار والإرشادات، توصيفه لشروط أداء الدور المنشود حتى يتحقق الإصلاح. وفي ذلك يشبه المسلم بالماء الذي تنتظره الأرض العطشى ليرويها، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان مستواه أعلى من مستوى هذه الأرض! فلن يتحقق الإصلاح من المسلم إذا لم يرفع مستواه فوق مستوى الآخر ليرفعه إليه، أما إذا رضي بالدون فلن يزيد العالم إلا جرا للأدنى..
والسؤال الذي يحيرني، ماذا بعد مرور أكثر من أربعين عاما على رسالة مؤلفنا.. هل رفع المسلم مستواه واستلم مشعل الحضارة وبدأ في إنقاذها من الإفلاس؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق