رأس السنة وذيلها

ينقضي عام آخر من حياتنا، نتذكر فيه ما عملنا وما لم نعمل، نتذكر عهودا قطعناها بإتمام أعمال، وإنجاز مشاريع، وتحقيق أشياء.. ثم نعود للواقع فنجدنا أخلف من عرقوب، عملنا أشياء أخرى، ولم نحقق من وعودنا شيئا!
نتذكر أحبابا فارقونا هذا العام، فنسيناهم ولم نعد نعرفهم، فمن مات لم نترحم عليه، ومن سافر لم نسأل عنه، ومن غيبه القدر في تصاريفه صرنا نتجنب حتى الحديث عنه..
نتذكر أوقاتا قضيناها مع الأحبة والصحب، نضحك ملء أفواهنا، ونتسامر دون حرج أو ريبة أو شك، ونحن اليوم نتجنب اللقاء لأن لا نُفهَم خطأً..
نتذكر أهلا لنا أشفقوا علينا ونصحونا، فبعناهم وبعنا النصيحة، وصرنا اليوم أحوج إليهم منا من حاجتهم إلينا، وقد باعونا ببيعنا لهم، وليس لنا إلى مرد من سبيل..
نتذكر غلولا في أعمالنا وأوقاتنا وأموالنا، وقد استرقناه من طلابنا وتلامذتنا وزبائننا ومحبينا ومريدينا، وقد مر الوقت وربما دعا أحدهم علينا، أو مات وهو يطلب القصاص منا..
ونتذكر أشياء أخرى وأخرى مرت علينا هذه السنة، وقد منحنا الله سنة أخرى لنكفر بها ونستبق حسرتنا وتفريطنا.. فلنترك الاحتفال والوعود، ولنغتنم أحبابنا قبل فراقهم، ولنشفق عليهم قبل غيابهم، ولنُؤَدِّ واجباتنا على أكملها قبل أن لا عفوَ إلا بالقصاص..
مرَّ عام نحن عليه في حسرة وإن لم نشعر..
كل عام وأنتم بخير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق