الحق

عجبا لأمر المؤمن.. أو من يدعي الإيمان في زمننا هذا.. والمتحدث أولكم! عجبا لنا، ونحن نصارع أنفسنا، ونبحث لأنفسنا في كل يوم عن عذر واهٍ، وحجة داحضة، وحلم سخيف لكي نبرر لأنفسنا اقتراف المعاصي والذنوب والآثام بأنواعها وأشكالها!؟
ولقد علمنا علم اليقين أن الطريق الحق واحد، وأن سبيل النجاة واحد، وأن الله قد كتب لنا حياة سنحياها إن حلوة أو مرة، وأن مردنا إلى قبر نسأل فيه، وبرزخ سنستيقن فيه كذبنا وجهلنا واستخفافنا بالامتحان الذي كنا فيه.
علمنا كلنا من فضل الله أن القرب من الله يفتح القلب الصدء، ويجلي الخاطر والفؤاد، ويطلق اللسان والببيان، ويرسل علينا مفاتيح خير من حيث لا ندري ولا نحتسب..
وعندما نجرب ونخبر كل هذا، نأبى إلا أن ننقلب على أعقابنا، ونعصي الله سرا وعلانية بألاعيب ومسميات نحسبها حقا، فنخدع بها أنفسنا، ونخدع الله والله خادعنا.
إن الحق واحد لا يتعدد، والنية الصادقة مع الله تورث طمأنينة في القلب وسكينة في الجوارح تنفتح لها أبواب الخير. أما المكر والخديعة مع الله، يتسلط بها الفزع والهم على القلب، فتضطرب لذلك الجوارح، فلا تقوى بعد ذلك على عمل، ولا تتمه، فيرى المرء نفسه في كمال وتمام، وهو يهوي إلى مكان سحيق لا يعلمه إلا الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق