فرغت لتوي من قراءة النسخة العربية من مذكرات المجاهد خير الدين بربروس ترجمة الدكتور محمد دراج ، ولكم كانت سعادتي بالغة عندما وجدت صورة فذة وعظيمة لمن أراد بعض المؤرخين، وحتى العرب منهم أن يجعل منه قرصانا مرتزقا جعل نفسه في خدمة الدولة العثمانية من أجل المال.
وبالرغم من ذاتية المذكرات، التي تحتاج إلى أهل العلم لتحقيقها، ونقد ثناياها لبحث مطابقة أحداثها للواقع والتاريخ، إلا أن الفائدة الكبرى لهذه المذكرات، هي عرضها لشخصية خير الدين بربروس، وميولاته الدينية الصوفية، وولائه للخلافة في شخص السلطان العثماني، وإيمانه بالقضية العادلة للمسلمين في ذلك الوقت، وهي الوقوف في وجه الاستكبار المسيحي الإسباني الذي رمى لاحتلال كل الشاطئ الجنوبي من البحر المتوسط للقضاء على الإسلام هناك بعدما تمكن للأسف من طرده من شبه الجزيرة الإيبيرية.
هذا، ولم أكن أعلم قبل قرائتي لهذه المذكرات، أن خير الدين باشا كان قائدا عاما للأسطول العثماني، وهذا بجانب كونه بيلربايا للجزائر. وإنما كان هذا لمكانته في البحر المتوسط، ولتفانيه في الجهاد، بعد أن تقاعس العرب من سكان المغرب الإسلامي عن الدفاع عن الأمة، وانشغلوا بكراسيهم، ولو بسيوف الإسبان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق