كل عام يطل علينا المتفلسفون بتحريم اتباع الغرب وعدم الاحتفال بأعيادهم، وعدم التقليد والتشبه بهم في رأس السنة، وينظرون ويحللون من على منابر التلفزيون، ومن على منابر المساجد.. ولكن؟
ألسنا نضع أموالنا ونستلم مستحقاتنا ونستثمرها في بنوك ربوية أسس لها الغرب الكافر المسيحي وانقدنا لها ولا زلنا ننقاد؟ ألسنا نعلم أبناءنا من المدارس التحضيرية إلى الجامعات بمناهج ومنهجيات وضعها المسيحيون وإذا اردنا التجديد لجأنا لنفس المسيحيين لتحديثها و"تأصيلها مراعاة لخصوصياتنا"؟ ألسنا نتحاكم إلى قوانين صيغت في فرنسا لنفض نزاعاتنا ونوصف جرائمنا ونرد حقوقنا، وإذا أردنا تغييرها لجأنا إلى أمريكا أو بريطانيا؟ السنا نخيط ملابسنا ونختار أشيكها للمناسبات والاستقبالات حسب الموضة الأوروبية الإيطالية والفرنسية منها، وحتى حجابنا أصبحت اجزاؤه بماركات أوروبية، وعباءلتنا تصنع في الصين وإنكلترا؟ ألسنا نضبط رزناماتنا في الأعمال والعطلات بالتقويم المسيحي -المسمى تقويما شمسيا من باب ستر العورة- وحتى عطلتنا الأسبوعية أصبحت عبئا ثقيلا علينا؟ وبعد، فإذا كانت حركاتنا وسكناتنا تقليدا للغرب في المال والقانون والسياية والتربية والعمل وكل شيء.. فلماذا تحرموننا من تذوق حلوى.. هي في الاخير مجرد حلوى تصرف من الجسم بعد سويعات من أكلها.. بينما تتغاضون عن افكار وأفعال ولدت معنا وتعيش معنا وستموت معنا.. وللأسف ستبعث معنا لتكون دليل إدانتنا وخسراننا!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق