من أشهر المجموعات القصصية في الأدب العالمي عموما والأدب العربي خصوصا كتاب ألف ليلة وليلة. ولشهرتها وشيوعها تحولت من تأليف إلى اسطورة يشكك النقاد في صحتها ككتاب واحد له مؤلف معروف! بل السائد عند أهل الرأي أنه مجموعة من القصص لفقت من طرف عدة كتاب وقصاصين شعبيين عبر عصور مختلفة تحت عنوان واحد ربما كان قصة بسيطة عن شهرزاد وشهريار، لتصبح في الأخير مؤلفا في عدة مجلدات.
ويتضح ذلك عند تصفح القصص الموجودة في الكتاب، من أخبار هارون الرشيد الملفقة طبعا، إلى أخبار الفرس والترك والروم، ثم القصص التي على لسان الطير والوحش. فالكتاب وإن كان إطاره حكايات شهرزاد لشهريار، إلا أن تلك القصص تجعلنا نوقن أن الكتاب نتاج تراكمات مساهمين عديدين بقصد وبغير قصد. ما يلفت انتباهنا في الطبعات الحديثة منه -وهي أقصى ما وصلنا!- هي ركاكة اللغة وضعف التركيب. فاللغة المستعملة مزيج من العربية الركيكة -وكأنها ليس لسان المتكلم، الذي ربما يكون أعجميا يكتب باللغة العربية- والدارجة العامية المصرية، والخليجية البدوية، والشامية أحيانا. مما يجعل الاستمتاع بالجمال اللغوي للقصة أمرا صعبا. كما أن تركيب الليالي تم بعجل وعشوائية جعل بعضها طويلا جدا، وبعضها الآخر قصيرا ليس فيه إلا جملا بسيطة قليلة. غير أننا يمكن أن نتصور أن هذا مرده لاختلاف ليالي الصيف والشتاء إن كان هذا قصد الجامع للكتاب. غير أن بعض الليالي تنتهي مع نهاية القصة، وهو ما يتنافى مع رغبة شهرزاد في عدم اتمام القصة للحفاظ على حياتها لليلة الموالية! غير أن القصص في حد ذاتها ذات مبنى جيد ومرامي نبيلة، وإن كانت مشوبة غالبا بزيادات غير لطيفة للتشويق والمتعة والإثارة. فهي تصلح كمادة ربما لبناء موسوعة قصصية جديدة منقحة ومهذبة تصلح لأن تكون مقررة في البرامج التعليمية للناشئة، أو في البرامج الترفيهية للجمعيات الثقافية والأهلية. وهو ما لم يحصل لحد الآن للأسف الشديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق