المداومة فعل
للنفس في الشغل والزمن، تقتضي الفاعلية والاستمرارية. فلا صف الفراغ والعطل
والخمول بالمداومة! لأنها لا فعالية فيها وإن كان فيها لستمرارية تلقائية في الزمن. خير الأعمال أدومها وإن قلت.. أثر يحث
على المداومة ويرغب فيها، ويعطي في نفس الوقت مفتاحا للديمومة. إنها القلة، فالقلة
تبعث على الراحة، وتنفي عن النفس الهم وكثرة الشغل بالعمل، فترتاح النفس للعمل،
وتداوم عليه دون مشقة أو نصب. آفة مجتمعنا
مؤسسات وأفرادا أعمال نبدؤها ولا نكملها، وسنن نبعثها ولا نداوم عليها! ولذلك نرى
بنايات مشوهة، وأحياءا عشوائية، وأناسا يتفاخرون بالماضي، وكل ذلك لماذا؟ لأننا لا
نداوم على خير، فنعيش على ذكرى ما فعلنا منذ زمن دون أن نحاول تجديده أو فعل أحسن
منه. لأننا نبدأ إنشاءات حسية ومعنوية، ولا نداوم عليها أو على مراقبتها، فتكون
النتائج تشوهات خلقيت وخلقية. وغالبا ما يكون السبب حجم ما نقدم عليه، نكلف أنفسنا
ما لا نطيق، فنقلع عن الكل مرة واحدة. خير الأعمال
أدومها وإن قلت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق