لا أحد ينكر باع أهل مصر في التمثيل أفلاما ومسلسلات، ولكنهم غالبا ما يجانبون الصواب في الأعمال التاريخية، ولست أدري إن كان ذلك لضعف احترافيتهم، أم لتكاسلهم عن الخوض في تفاصيل الأحداثث التاريخية بكل موضوعية؟!
فلقد شاهدت أخيرا حلقات من مسلسل يحكي سيرة الشيخ الشعراوي رحمه الله، وكم أحزنني كيف تعرض القائمون على المسلسل لفترة ضيافة الجزائر لهذه الشخصية البارزة. فالجزائريون يكنون للشيخ الشعراوي وكل علماء الإسلام المحبة والاحترام والتبجيل، ولكن أن تعرض صورة الجزائر في المسلسل بصورة ساذجة وباهتة وسطحية وكأن المصريين لم يسمعوا ببلد إسمه الجزائر من قبل.. ففي هذا رائحة ليست بالعطرة تماما..
فالبداية كانت بتقديم اللهجة الجزائرية كهجين من اللهجات الخليجية واليمنية، بلا رابط ولا شبه مع أي لهجة جزائرية ولو كانت محلية! وكان الأولى بهم الاستعانة بممثلين جزائريين وما أكثرهم!
ثم كيف يجعلون الثورة الجزائرية الكبرى وليدة شخص واحد مهما كان علمه وورعه، ثم متى كان هذا الشخص صاحب الرأي عند أولي الأمر في الجزائر؟؟!
إن عرض المسسلسل للجزائر ولو في فترة قصيرة بهذه الطريقة لا يعدو النظرة الشرقية للتاريخ قديمه وحديثه، على أنه أحاديث ألف ليلة وليلة، المفعمة بالبطولات الفردية والزعامات الكاريزمية.
التاريخ ليس هذا ولا ذاك، والفن الذي لا يحترف كالفنون العربية، حتما سوف يندثر ولو لبس عباءة الدين، أما الفن المحترف كالفنون الغربية فله الخلود في الأرض، ولو كان ماجنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق