مباوسة العيد

العيد فرصة للتسامح والتغافر ونسيان الأحقاد والضغائن، مثله مثل باقي المناسبات السعيدة كالأفراح والأعراس والولائم. وهذه الفكرة كثيرا ما نسمعها على المنابر وفي الكلمات والمواعظ، ولكن هل نفقه حقا معناها؟
العيد فرصة للتسامح الحقيقي، الذي يكون انطلاقة حقيقية لعلاقة جديدة وقودها الإخلاص والثقة والمودة، سواءا بين الأصحاب، أو الجيران، أو الأقارب. فهل يا ترى قد وفينا حق أعيادنا من هذا الجانب؟ وهل تتساقط عنا خطايانا بعدما ننفض من مجلس "المباوسة" العيدية الروتينية؟ الظاهر من أفعالنا أن لا شيء من هذا يحصل، بل تزداد أحقادنا وأدراننا وتقتصر زياراتنا في العيد على "رفع العتب".
فإذا قلنا أننا نتزاور في العيد لوجه فلان أو فلان، فقد أردفنا على أوزارنا وزر الشرك! وإن قلنا أننا نتزاور لوجه الله تعالى، فهل أمرنا ربنا بالتزاور لمعانقة الأجساد أم لملاطفة الأرواح والضمائر؟ وكيف ألقى أخي في العيد بوجه عبوس وأقول ما سلمت عليه إلا لوجه الله؟! وكيف أدعو له بالقبول من الأعمال وتقاسيم وجهي تدعو عليه برد الإسلام كله عليه لا عمله فحسب؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن حول الأعياد من مناسبات لبناء الأواصر إلى مجاملات لرفع اللوم والعتب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق