عن رأس السنة الميلادية

كل شيء يوحي بدخول عام ميلادي جديد، واجهات المخابز ومحال الحلويات، الأضواء والعلامات على محلات أخرى وبعض المنازل.. تهافت الناس على شراء أشياء وأشياء لا أجد لها تسمية بلغتنا! الكل فرح ومبتهج برأس السنة الجديدة، ولكن لا أحد فينا يأبه بذنب السنة الفارطة وأذناب السنين الأخرى أو ذنوبها؟
وهذا طبعنا بالطبع! الغائب لا عذر له، والمنتهية ولايته لا حسنة له، ولا ذاكر له إلا من معدد لكوارثه وأزماته. أما الوافد الجديد فله كل الفرح والمرح والبذخ. نفرح ونبتهج بالعام الجديد لحد الجنون والإغماء وربما السكر! نفتتح عامنا بالغياب عن الوعي، وواقعنا الجديد بالانفصال كلية عن الواقع! فكيف ننافق بعضنا ونقول عام سعيد، وأطيب المنى، وكل عام وأنتم بخير، و..
المؤلم في كل هذا هو أننا نعيد نفس المشهد كل عام: تجار يتربحون من الحلويات والألعاب، والخمور، و.. وبسطاء يقدمون أموالهم لهؤلاء التجار مع أن كل واحد منهم إذا سألته أنكر هذا التقليد وهذه العادة وهذا الإسراف! ولكنه يفعل؟ و"معقدون" آخرون ينكرون كل هذا وغيره بسبب وبلا سبب! وخطباء يجدون مادة تغنيهم عن البحث في المطولات لتحرير خطبهم العصماء التي لا يسمعها أحد.. وهكذا تمضي المناسبة كأن لم تكن.. وتستمر الحياة وقد اكتسب كل ممثل دوره! لقد أصبحنا ممثلين بارعين، وكل في مجال تخصصه.. وإلى اللقاء مع الرأس المقبل، عفوا! العام القابل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق