الركود والجمود... الرقاد وبيع البلاد

إنّ من أُولى أبجديّات أيّ علم أو فنّ أو ثقافة عدم الجمود وعدم الرّكود والتّحرك.. ذلك أنّ الوقوف معناه التّأخر لأن الآخرين لا يتوقّفون بل يُواصلون مسيرهم، ومتى توقّف الجميع، فاعلم أنّها السّاعة وفناء الدّنيا..
وإذا أسقطنا هذا على مجتمعنا نجد أنّ ما نعيشه هذه الأيّام من تناحر فكري وعاطفي ولفظي مردُّهُ إلى الجمود والرّكود الذي نسّميه عندنا "الرّقاد وبيع البلاد"..
فلو أنّنا طوّرنا لغتنا العربية واستعملناها في علومنا وتَعَلُّمِنا، وعلّمناها أولادنا، وغنّينا بها حتى!.. لما تجرّأ الحثالة على سبّها ونعتها بالتّخلف وربطها بالعرق والجنس وربطها ببلادٍ ليس لها حظّ منها إلاّ كما لنا أو أقل..
ولو أنّنا أولينا ديننا الأولوية في التّربية والدّعوة واقتحام ميادين العلمانيين والملحدين والتّعريف به بدل التقوقع خلف عباءات نظيفة أنيقة على كراسي المساجد المزخرفة والمكيّفة وخلف كاميرات عالية الدّقة لما تجرّأ السّفلة والسّفهاء على سبّ الدّين ونعت الحجّ بالوثنية..
ولو أنّنا أعطينا تراثنا حقّه وحقّقنا تاريخنا وهيّئنا معالمنا وعرّفنا بها العالم وابتعدنا عن ربط الأمازيغيّة بكلّ الخرافات والأساطير والنّظريّات "الخُنفُشَارِيَّة" الّتي ما أنزل الله بها من سلطان لما تجرّأ الجهلة على ركوب موجة المستدمر الفرنسي بإنكار التّواجد البشري في هذه الأرض منذ التّاريخ القديم..
ولأنّنا لا ننتج شيئا ولا نتقدّم قيد أنملة نحو المستقبل، لا همّ لنا إلاّ البحث في الخرافات والأساطير وضعيف الأقوال في الدّين واللّغة والتاّريخ لنَلُوكَهُ بألسنتنا عندما نُفيق من سباتنا بين الفينة والأخرى.. على أنّ هذا الفواق ليس للعمل لا سمح الله!.. بل هو إمّا للأكل أو للاستفراغ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق