قدر الله أن أزور العاصمة في هذه الأيام، وهي أيام كنت أخالها كباقي الأيام، اللهم إلا أنها أيام باردة نوعا ما، فنحن في فصل الشتاء! لكن تجوالي في بعض المتاجر ومراكز التسوق هنا ذكرني -وجل من لا يسهو- بأن هذه الأيام هي أعياد الميلاد، وأي ميلاد، ميلاد السيد المسيح.. ولأن الميلاد يوم واحد، فقد مزج الميلاد برأس السنة فصارت أعيادا..
عفوا؟ أعياد الميلاد؟ وعن أي مسيح نتحدث؟ نبينا المرفوع عليه السلام؟ أم إلههم المزعوم المصلوب المقتول المعبود؟؟
لقد اختلط علي الأمر.. فما شاهدناه في التلفاز وحفظناه رغم خطأه صرنا لا نستغربه عن مجتمعنا.. وما ألفته في سنوات غربتي كدت آلفه هنا بين بني جلدتي..
إن للنصارى أعيادهم وطقوسهم وعاداتهم، فهم يؤمنون بها ويعتقدون بقدسيتها وحقيقتها! ولهم الحق أن يحتفلوا بها حتى في أوطاننا، فهم ضيوفنا، ومن كرم الضيافة أن نمكن لهم سبيل عبادتهم.. ولكن؟
هل من كرم الضيافة أن أزين أنا المسلم المؤمن الموحد شجرة عيد الميلاد؟ وهل من ضيافة العرب أو الأمازيغ أن أبيع دمى أبيهم "نويل" وأن أشتريها وأن أزين بها محلي ومتجري؟ وهل أدب الضيافة يفرض علي فتح زجاجات الخمر احتفالا برأس سنة تلعنني وباقي السنون لأني لم أزدد فيها إلا بعدا عن الحضارة والعمران؟
وكأننا قد أدينا واجباتنا كلها، واتسع لنا الزمن لكي نحتفل بأعياد الآخرين.. وكان أحرى بنا أن نعمل أيام أعيادنا لكي نلحق بالركب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق