لماذا نعد أيامنا؟ وما فائدة الرزنامة؟

جال بخاطري ونحن نعيش احتفالات نهاية السنة وبداية السنة الأخرى سؤال لم أجد له جوابا.. ومما ألح علي في السؤال تهافت الناس على إتمام بعض المعاملات والملفات لأن رأس السنة هو النهاية والحد.. في الرقابة المالية، والبنوك، وصناديق التقاعد.. وكل الإدارات تقريبا.
والغريب في الأمر أن البشر من آدم عليه السلام عاشوا وماتوا، عملوا واشتغلوا، وحققوا المعجزات والاختراعات، وصنعوا التاريخ وتركوا مواريثا للبشرية دون أن يقوموا بعد أيامهم، وأقصى ما عقلوه بعض الأعوام نسبة لمعارك وحوادث وكوارث!؟
وقد يجيبني أحدهم فيقول إن تطور المجتمعات ونشوء الدول يتطلب تنظيم مصالح الرعية حتى لا تسيب الأمور، وحتى يتسنى للدولة الرقابة والمراجعة. ولذلك وضعت الرزنامة.. من أجل جرد الصادر والوارد، ومراجعة الأعمال، ومحاسبة العمال والأجراء والمتعهدين، حساب الأموال، وتخطيط المصارف والمشاريع.. وهذه كلها أمور حسنة، وعادات جيدة.
ولكن عندما تتحول هذه الرزنامة من وسيلة إحصاء وضبط إلى قيد يمنعنا من أداء الحقوق وتأدية الواجبات.. وعندما تكون التجاوزات عابرة للرزنامة غير متقيدة بها ويكون الحق والمستحق ممنوعا ومحجوزا بقفص الرزنامة والسنة المالية والسنة المدنية.. وعندما تفقد أجر سنة لأن الموظف المحترم أخر إمضاءا أو نسي سطرا في قرار، وانقضت السنة فتحول الأجر إلى مخالفة وخروج عن القانون، أما الضريبة فهي قابلة للتحويل من سنة لأخرى.. عندما وعندما وعندما..
عندها نقول بئسا للرزنامة، وتعست التآريخ، ويا ليتنا كنا قبائل نؤرخ لأيامنا بالأيام والمجاعات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق