رغم ما قلته عن أعياد الميلاد وأنها ليست من عاداتنا، وأن المسلم لابد من أن ينظر بماذا يحتفي ويحتفل، إلا أنني وبعد مراجعة فكرية عميقة ومتجددة تبين لي خطأ رأيي وعيب عقلي وسفاهة حكمي! كيف ؟
لقد تأملت حولي فرأيت داري وقد بنيت وشيدت بمواد من فرنسا وألمانيا، وتأملت حالي في المرآة فرأيتني ألبس ثيابا قد خيطت ونسجت في روسيا ومدغشقر، ثم تفقدت ما نأكل.. والحمد لله أنه من طبيخ زوجتي.. لكن مادته مستوردة من أمريكا وكندا والمجر والدانمارك! هذا وسياراتنا وحافلاتنا وطائراتنا وبواخرنا من صنع الإسبان واليونان والواق الواق.. أما الدواء ومواد التجميل والتنظيف فحدث ولا حرج، من المكسيك والهندوراس وجزر موريس.. وفوق كل هذا وذاك، عباءاتنا من الهند واليابان، وسبحاتنا من تايوان، ولحوم رمضان من الأرجنتين.. ومفرقعات المولد من رومانيا!
وعندما تقرر هذه الأجناس والقوميات خفض سعر البترول، تبلل سراويلنا وتنكشف عوراتنا ويزداد دينارنا فقرا على فقر وذلة على ذلة! فكيف لا نحتفل بأعيادهم ونؤمن بمعتقادتهم..
فلولا بقية من الإيمان وذرة من اليقين لكنا اليوم عن بكرة أبينا نتلو القداس تلو القداس للبتول والآب والإبن والروح وكل ضلالة وبدعة..
حَقََ لهم أن يلبسونا قلنسواتهم، ويفرضوا علينا أعيادهم وآلهتهم، ولغاتهم وألسنتهم، فنحن قوم أكلنا وشربنا وأمننا ولباسنا بيد غيرنا.. فإلى متى سنصمد على عقيدتنا وأعيادنا وآلهتنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق