التكيف

أخبرني أحد علماء الإجتماع أن المجتمع لا يوصف بالقبح أو الحسن.. بل هو مجموعة تتكيف مع الظروف مهما كانت من أجل الوصول إلى الاستقرار..
وعندما فكرت مليا أدركت صدق ما قال.. وأكثر من ذلك.. الفرد كذلك يتكبف مع الظروف مهما كانت.. فعندما تنقطع الكهرباء، تثور وتذعر وتتصل بالشركة وتخرج للشارع وتتجمهر مع الجيران.. ثم عندما تنقطع ثانية وثالثة ورابعة.. تندس تحت البطانية الدافئة وتنام.. أنت إذن تتكيف!
وعندما تنقطع الأنترنيت مع الهاتف، تهرع للوكالة وتشتكي وتخاصم المدير وتردخ الباب، ثم عندما تنقطع ثانية وخامسة وعاشرة.. تدرك أنها سلعة كمالية.. وتشغل التلفاز.. أنت إذن تتكيف!
وعندما ينقطع الماء تشتكي وتقتصد في الماء وتتوعد، ثم عندما ينقطع الماء رابعة وسادسة.. تشتري خزانين كبيرين وتحفر تحت الأساسات صهريجا.. أنت إذن تتكيف!
وعندما يطلب منك الموظف شهادة الحياة وأنت أمامه حي يرزق، تشتكيه إلى رئيسه، وعندما يجيبك رئيسه بأنه لا يضمن أنك هو أنت وأنك أنت الذي هو حي!؟ تذهب لاحضار شهود ببضع دنانير للشهادة على أنك حي.. أنت إذن تتكيف!
وعندما........... أنت إذن تتكيف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق