يتكلم الجميع عن زيادات في الأسعار، في السلع، في السيارات، في المأكولات، في النقل.. والجميع يتأفف، والجميع يسخط، والجميع يدفع..
الزيادات لم تكن يوما مرتبطة بالعام الجديد، أو بالميزانية أو حتى بالتقشف.. زد على ذلك أن زيادة القانون كانت دنانير.. وزيادة الشعب على الشعب كانت قناطير.. فكيف نفسر زيادة في تسعيرة نقل بمائة دينار، تجعل دخل السائق يزيد بسبعمائة دينار، مقابل زيادة في تكلفة مازوته لا تتعدى المائة دينار!
الزيادات أصبحت عرضا من أعراض جشعنا على بعضنا قبل أن تكون تدبيرا من تدابير الاقتصاد.. فزيادات العام الماضي كانت أضخم، لكننا لم نحس بها.. لأنها زيادات الشعب على الشعب..
الزيادات ينبغي أن تكون آخر همومنا.. فنحن شعب يقترض لشراء أضحية ننسبها للعيد مع أن الشرع لم يكلفنا بها، ويقترض لشراء شاشة ثلاثية الأبعاد مع أن الشاشة المنتفخة من الخلف تكفي للمشاهدة والبحلقة.. ونحن شعب يحرق الملايير في الألعاب النارية في ليلة واحدة ننسبها للنبي والنبي منها براء، ونحن شعب يرمي كل يوم آلاف الأرغفة في المزابل لأننا لا نأكل الصابح؟! وبعد كل هذا ندعي الفقر ونشتكي من الزيادات..
لست من المدافعين عن الزيادات، ولا من المتحاملين على الشعب، لكن الزيادة لن تؤثر على من ذكرت -وهو من يشتكي- بل ستؤثر على الفقير المطحون الذي لا يشتكي لأنه المطحون الفقير منذ زمن طويل.. زمن لم تكن الزيادات قد بدأت بعد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق