ماء الحنفية.. واضطراب الأجواء |
تتحدث الأنباء الجوية عن اضطراب قادم يوم الجمعة والسبت، سيكون محملا بالأمطار والثلوج والبرد.. كمثل الاضطراب الذي لم يحدث هذا الأسبوع والذي لم يكن محملا أيضا بالأمطار والثلوج..
يُذَكِّرني هذا بالأسبوع الفارط أيضا، حيث لم يأت اضطراب جوي كان غير محمل أيضا بالأمطار، وبانخفاض شديد في درجة الحرارة بلغت العشرين أو أكثر..
هي نشريات خاصة للأحوال الجوية تتحدث عن اضطرابات.. تحتقن الأجواء، تتلبد الغيوم، فنرتدي المعاطف ونشهر المظلات والَمَطَريات، ونلبس الصوف والقطن والجلود.. وعندها تصفو الأجواء وترتفع الحرارة وكأن الغيوم كانت سرابا..
صلى بعض الناس صلاة الاستسقاء، وعند كل نشرية للأحوال الجوية نتحدث عن صلاة استسقاء.. يصليها إمام الحي وطائفة ممن معه.. ويتكلم في الجمعة الموالية عن الجذب والقحط والجفاف، وكيف أننا سبب كل ذلك؟!
ننصرف كلنا إلى ديارنا، وننسى أننا في حاجة للمطر.. وهل نحن حقا في حاجة للمطر؟ فلَيس ماؤنا من البئر والوادي حتى نخشى غَورَهُ إذا جفت السماء.. فمادام ماء الحنفية موجود.. فلن نحس بقيمة ماء السماء..
وعند الثامنة والنصف، نتابع النشرة الجوية وما فيها من اضطراب قادم، ويتكلم المذيع ثانية عن الجفاف.. فنستعد للأمطار.. ثم لا تأتي.. ثم نصلي الاستسقاء.. ثم نتذكر أننا أسباب الجفاف..
ثم نفتح الحنفية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق