الجمعة والمسجد

الصلاة صلة بين العبد وربه.. والجمعة جماعة جامعة للمسلمين لتدارس أحوالهم ووعظهم وإرشادهم.. هكذا تعلمنا، وهكذا كنا نعتقد..
يتأنق الناس ويلبسون أجمل الثياب -في نظرهم- ويضعون مسكا، ويتوجهون للجامع لصلاة الجمعة..
أحدهم يلبس الأبيض في الأبيض.. سروال رياضي أبيض، فوقه جبة خليجية قصيرة بيضاء، وعلى الرأس عمامة بيضاء، وفي الأقدام نعل نسائي أبيض..؟! هي خلطة عجيبة لا يرتديها إلا لملاقاة ربه! وقد رأيته قبل يومين مع صاحبته وهو في حلة أجمل من نجوم السينما..
الناس يأتون في سكون وطمأنينة، ولكنهم عابسون.. فالعبوس عندهم من الإيمان.. لا يتكلمون إلا مع من يعرفون.. وعند انقضاء الصلاة، سمعت أحدهم وهو عند باب المسجد يكيل الكلام القبيح ويسب الدين لأن بائع البطاطا اقترب كثيرا من باب المسجد فعرقل خروج التُقاة النُقاة؟! احذر جيدا يا هذا.. فنحن نسب دين من لم يحترم ديننا! وكأننا على دين واحد!
رأيت في الجمعة ترابا وعَفَنا في فراش المسجد.. والإمام يعظ ويتكلم عن النظافة.. وسمعته ينهى شبابا عن خدمة المسجد لأنهم لم يحصلوا على التصريح؟! احذر جيدا يا هذا.. فقداسة النجاسة من قداسة المسجد.. وهي لا تُرفَعُ إلا بفتوى وتصريح..؟!
للمسجد أبواب، لكنها لا تفتح كلها رغم كثرة الزحام، فلماذا؟.. ربما لأن التدافع التلاحم التلاصق من الإيمان.. أو ربما لأن جرد المصلين يصعب عند تفرقهم على الأبواب.. أو ربما وهو الأرجح.. لأن المفتاح مفقود..
هذه جمعتنا.. فريضتنا التي لا تضيع.. مادمنا احياء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق