القلب الأبيض.. لأولاد الحرام

نعود مرّة أخرى إلى الإعلام الرّمضاني.. ليس من باب التّكرار.. ولكن من باب الرّد على التّكرار.. فمسلسلات رمضان لا تنفكّ ولا تملّ من الإصرار والإلحاح على بعض القيم محاولة ترسيخها في المجتمع.. وربّما يتسائل القارئ عن تلك القيم؟ هل هي التّسامح مثلا؟ أم الإحسان؟ أم التّقوى وطاعة الله؟ أم الالتزام والوفاء والعهد؟ أم التّعلم وطلب العلم؟ أم ياترى الكدّ والعمل والشّغل وبذل الجهد للوصول؟
ما يُبثّ هذا العام في قنواتنا.. وخاصّة العمل الدّرامي المهيب الذي شدّ أنظار وقلوب الملايين، وصرفهم عن التّراويح، وشلّهم أمام شاشات التّلفاز، وجعل المنتج يزيد في حلقاته يوما بعد يوم.. ويعدّل النّهايات ليترك له حظّا من أجزاء أخرى.. وجعل القنوات التي تبثّه تُكَركِر الإعلانات فوق الإعلانات حتّى لا تكاد ترى المسلسل من خلالها.. كلّ هذا يجعلك تضرب أسئلتي عرض الحائط!..
فهذا المسلسل لاتسامح فيه إلا ما كان من ضرب للخنجر والموس.. ولا إحسان فيه إلا للبارونات والعاشقات العشيقات.. ولا التزام فيه إلّا بمواثيق الخيانة والسّرقة وشرب الخمر.. ولا مكان فيه لمتعلّم واحد! ولا مثال فيه إلا لكسب النّقود من المخدّرات والسّرقة والغشّ والخداع..
وإن أردت قيمة في هذا المسلسل فهي القيمة الشعبية الممسوخة.. قيمة القلب الأبيض.. فلك أن تقتل وتجرح وتسكر وتعربد وتفسق.. ما دام قلبك أبيضا..!
إنّها القيمة اللّونيّة يا سادة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق