أحاديث عن الإسراف

نهانا الشّرع عن الإسراف في الماء ولو كنّا على نهر جار! ولقد أجاد إمام الجامع هذه الجمعة في كلامه عن الإسراف.. فنبّه النّاس إلى أنواع من الإسراف خفيّة نحسبها هيّنة وهي عند اللّه عظيمة.. ومنه كانت فكرة هذه المداخلات عن الإسراف..
الإسراف هو كلّ إنفاق أو استعمال أو استغلال لعين أو منفعة أومَورِد فوق الحاجة وزيادة عن المطلوب..
والقصد والرّشد في استغلال الموارد المعنوية منها أو المادية أساس الرّخاء والعيش الهنيء.. فاللّه خلقنا وخلق كلّ شيء بقدر.. أرضنا وماؤنا وهواؤنا وأكلنا وحتّى عواطفنا.. وليس الخلل الذي نراه والنّقص الذي نخشاه ونخافه إلاّ نتيجة سوء استغلالنا لهذا كلّه وجشعنا وطمعنا وإسرافنا.. فنأخذ حقّنا وحقّ الغير.. ونترك الآخرين في حاجة وفاقة ونقص..
والحقيقة أنّ تقسيم الموارد ليس بالأمر السّهل.. فالتّركة عظيمة والأجيال متوالية والعدد كبير.. وليس هناك قيّم أو محاسب على ذلك كلّه.. ومردّ كلّ ذلك إلى التّربية الصّحيحة السّليمة التي تتأتّى بها القسمة العادلة التي تحقق خلافة الإنسان على هذه الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق