مغربيّات

ومع اقتراب المغرب.. تجتمع الأفواه والأرانب على موائد سترها الله بستره.. بين مائدة رُصَّت بالملايين.. ومائدة تكاد لا ترى فيها أثر أكل إلا النّذر اليسير..
تخلوا الشّوارع مرّة أخرى، لكن هذه المرّة.. في وضع الاستعداد.. فالدّكاكين أبوابها نصف مفتوحة.. والمقاهي كراسيها مرصُوصة.. وحتّى الحلاّقات والحلّاقين أضواء صالوناتهم مشعولة.. في انتظار الهجمة الثّانية والهَبَّة العِشَائيّة المباركة..
عند المغرب.. النّاس جياع.. منهم من لا يعرف الجوع إلّا في هذه اللّحظات.. ومنهم من لا يحسّ بالمساواة إلاّ في هذه اللّحظات..
وبمجرّد رفع صوت الأذان.. تتسابق الأيدي والأرجل على صنوف الأكل.. وما هي إلاّ لحظات يسيرة.. حتّى تمتلئ البطن بما كتب لها الله.. وتُرفع الموائد.. إمّا إلى الثّلاجات عند أولي العقل.. أو إلى المزابل عند ناقصي الدّين والعقل..
لحظات المغرب نفيسة وقليلة.. وأجرها عند الله عظيم.. لمن استغفر وذكر الله ودعاه محتسبا الإجابة والإصابة..
لكنّنا جعلناها لحظات ترقّب وانتظار.. ومعاكسة لصور الطّعام وألوانه وروائحه.. وتتمّة لشجارات اليوم بين الابن وأبيه والبنت وأبيها والأخت وأخيها وأختها..
تضيع منّا المغربيّات بين عنجهيّة العصريّات ولهو السّهريات.. إلاّ من رحم ربي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق