اللحية.. والعلم؟

في أحد برامج المسابقات المرتبط وقته بشهر رمضان.. سأل المذيع أحد المشاركين سؤالا دينيّا، وكان الضّيف ملتحيا.. فقال المذيع.. وأنا أراك لك هيئة المُطَّلِع على الأمور الدّينيّة!! لأنه ملتح فهو متديّن.. ومطّلع على العلوم..
اللّحية سنّة لمن أخذ بهذا الرّأي.. والقميص كذلك.. لكنّ التّصور النّمطي بأنّ الملتزم ظاهرا هو فقيه وعالم بالدّين هو الذي جعل المذيع يعلّق بذاك الكلام.. وإن كان كلام المذيع عفويّا ليس له أبعاد عمليّة، فإن هذا التّصور غالب في مجتمعنا وأدّى بنا إلى عواقب وخيمة..
فهذا التّصور هو الّذي جعل النّاس تصطفّ وراء جهّال يفتونهم ويسيّرونهم ويحلّلون لهم ويحرّمون.. لأنّهم مُلتَحُون مُتَقَمِّصُون مُتَشَمِّغُون.. في حين أنّهم يعرضون عن علماء أكفّاء أتقياء.. لأنّهم لا لحية لهم ولا عباءة ولا شماغ..
الدّين مظهر ينبغي أن ينتشر.. لكنّه قبل ذلك علم مقرّه العقل والفؤاد.. تشهد له السّيرة والخلق والعمل.. وآخر ما يشهد له قشّابيّة وإزار..
اللّهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا به..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق