ماذا تعبدون؟

رمضان فرصة لنتصالح مع أنفسنا ونجدّد نيّاتنا، وخاصّة نيّاتنا في العبادة.. فنحن نقول بألسنتنا جميعا أنّنا نعبد الله.. وأنّنا نراقب الله في أعمالنا وسلوكاتنا وأقوالنا وأفعالنا..
ما نراه ونسمعه هذا الأيّام من الملتزمين.. ويستوي في ذلك العالم والعامّيّ.. أنّ عبادة الله في البلاد والعباد تحولت إلى عبادة البلاد والعباد في الله!!!
فكان الأولى بربّ الأسرة أن يعبد الله في زوجته وأولاده.. فيُقَوِّمَهُم ويدعوهم ويحسن إليهم ويصاحبهم ويشاورهم بالمعروف والحق.ّ. لكنّه يعبدهم في الله بأن يعصي ربّه بطاعة زوجته في أمّه.. ويعصي ربّه بطاعة ابنته في عُريها.. ويعصي ربّه بالإنفاق على فجور ولده.. وهو في كلّ هذا وذاك يدّعي طاعة ربّه في الإحسان إلى ولده وزوجته؟!
وكان الأولى بربّة الأسرة أن تعبد ربّها في زوجها.. فتعينه على الصّلاة والطّاعة والكسب الحلال.. لكنّها تعبده في الله بأن تعصي ربّها وتترك فرضها وتكشف عورتها.. وهي في هذا تدّعي طاعة زوجها في ربّها؟!
وكان الأولى بالعالم أن يعبد ربّه في وليّ أمره وفي رعيّته.. بالإفتاء بما يرضي الله فيه وفيهم.. رضوا أم سخطوا.. لكنّه عبدهم في الله.. فهو إمّا يفتي للجماهير بما يرضيها ولو لوى أعناق الآيات.. وإمّا يفتي للحكّام بما يرضيها ولو دقّ أعناق نفس الآيات.. وهو في كلّ هذا يدّعي عبادة الله وطاعته..؟!
إنّنا نعبد المخلوق في الخالق.. وكان الأولى أن نعبد الخالق في المخلوق.. فاللّهمّ أجرنا من أن نعبد سواك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق