الديكتاتورية

من منّا لا يكره الدّكتاتور؟ ذلك الأحمق الذي يحكم بهواه ويقتل كلّ من عداه.. ذلك الفكر الأوحد والعقل الأرعن.. وكلّنا ننادي بالدّيمقراطية وحكم الأغلبية وتعدّد الآراء وتقبّل الآخر..
فنحن نخرج بالملايين من أجل المطالبة بالتّغيير والإصلاح.. من أجل الحرّية.. ومن لم يخرج فهو عميل مأجور.. وخائن للقضيّة ومتآمر.. وعدوّ للشّعب والجمهور.. انتظر! فأنا لست مع الدّيكتاتور، وأنا مع الحرّية ومع احترام الرّأي الآخر!! فلماذا لا تخرج معنا؟... لي أسبابي، ولا أخرج معكم لأنّي لست معكم!.. فأنت معه إذًا، أنت مع الدّيكتاتور!.. لا! لست معه، أنا مع الذين لم يخرجوا!.. أنت لست معنا، إذًا أنت معه..
لحظة! لقد سمعت هذا من قبل.. فقد كان الدّكتاتور يقول.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. ولا صوت يعلو فوق صوت الإصلاح.. ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن.. إذا لم تكن مع الزّعيم فأنت ضدّ الوطن!!
كلّ ما تريدونه منّا إذاً هو استبدال دكتاتور بآخر أو طاغية بأخرى.. ولو كانت الجماهير!!! فالعقل الأوحد طاغية ودكتاتور ولو كان عقل الأغلبية.. والرّأي الأوحد مفسدة ولو كان رأي الأكثريّة..
الرّأي الغالب يؤخذ به ولكنّه لا يصادر الآراء الأخرى.. وإلّا صار نمرودا ولو كان رأي الجماهير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق