الكذّابون

كلّنا نكره الكذب.. ونكره الكذّابين.. لكنّنا نكذب أحيانا.. نكذب لكي نتلافى مواقف محرجة.. نكذب لكي نخفي أشياء عن أعين وآذان الطّفيليّين والطّفيليّات.. نكذب لأنّنا نستحيي بأشياء لا نريد أن يعرفها أحد.. نكذب ونستحيي أن يعرف الآخرون أنّنا نكذب.. لأنّنا نعرف أن الكذب نقيصة ومثلمة في أخلاقنا..
ولكنّ عصرنا الحاضر أنتج لنا كذّابين من نوع خاصّ.. كذّابون يتبجّحون بالكذب ويتفاخرون به كأنّه رفعة ووقار.. فهم يكذبون علينا.. ويعلمون أنّهم يكذبون علينا.. ويقصدون ذلك.. ويعلمون أنّنا نعلم أنّهم يكذبون علينا.. والعجيب أنّنا نستمع إليهم ونحن نعلم أنّهم يكذبون.. وإذا انكشفوا بالحقائق والوثائق والصّور والأفلام.. اعترفوا أنّهم كانوا يكذبون.. ثمّ يكذبون مجدّدا.. وعلى اعترافهم وحقيقة أمرهم وعشقهم الكذب.. لا يستطيع لسانهم أن ينطق الصّدق حتى عند اعترافهم فلا يقولون إنّهم كذّابون!!! والعجب العجاب في الأمر.. أنّه وبعد تعوّدنا عليهم.. أصبحنا نستمع إليهم ونصدّقهم.. مع علمنا أنّهم كذّابين؟؟
قد تعتقدون أنّي أقصد السّياسيّين هنا.. كلّا وحاشا! فالسّياسي لا يكذب، إنّما يمارس السّياسة.. بل أقصد شيوخ دين الزّور وعلماء السّلطان وأشباه المفكّرين ومنتسبي الجامعات وأدعياء الطب وغيرهم من جلابيب العلم وقلنسوات الفكر..
إنهم الكذّابون.. فاحذروهم.. وابتعدوا عنهم.. فإنّ لهم سحرا أشدّ من سحر الفراعنة الأقدمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق