ومن يعظم شعائر الله (2)

كنّا نتسابق ونحن صغار إلى الصّيام، ويفاخر بعضنا بعضا بالصّيام.. أتذّكر عندما كنّا نتحاشى أصحابنا ونحن مفطرين.. ونُخرج ألسنتنا لنبرهن لأصحابنا..  ونتعاير بيننا.. "وَكَّال رَمضَان، مَحرُوق الاعظَام!!.."
لا يفطر أحدنا في رمضان إلا لعذر.. على مضض.. لكنّنا نرى اليوم النّاس تتسابق إلى أعذار رمضان لكي تفطر.. سمعت عن مرضى نسمّيهم نحن مجانين.. يرفضون الإفطار.. وأعرف عجائز انحنت ظهورهم.. يرفضون الإفطار..
لكنّي أعرف طلبة جامعيين.. في إقامات جامعية.. بوجبات ساخنة.. وأسرة وساعات صيام مخفّفة.. يُفطرون لأنّهم على سفر.. أي والله!.. ويقولون أن الله يحبّ أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه..!؟ 
وأعرف من أفتى بالإفطار لأهل الكرة.. رياضة الجري وراء جلد منفوخ.. لم تكفنا أموال تدفع في كرة تنطّ هنا وهناك.. حتى صار يُباح من أجلها الفطر في رمضان..؟!
ولست أستغرب إن خرج علينا يوما من يُجيز الإفطار لمن أحيا حفلا يميت فيه قلوب الناس.. أو اشتغل بالتمثيل في فيلم لأنه كمن يجاهد في سبيل الله!.. أو خرج في سياحة لأن في شرعنا "ساعة وساعة"..
لقد بلغت جرءتنا على الدّين حد الوقاحة.. وبلغ استهزاؤنا بشعائر الله حد استنزال العذاب..
اللهم عافنا في ديننا ولا تسلط علينا في عبادتنا السّفهاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق