دعني.... فأنا صائم!

العمل عبادة على قول الصالحين.. فما بالك في رمضان، الموظّف يتقاضى راتبه ليقوم باستقبال المواطنين والتكفّل بانشغالاتهم وقضاء حوائجهم، وهو على ذلك يؤجر.. ومواقيت العمل في رمضان تقلّص بساعة أو نصف السّاعة لأنّ الموظّف لا يحتاج إلى راحة الغذاء! فهو صائم؟
في دائرة من الدّوائر انتظرنا عند الباب الخارجي من السّاعة الثّامنة والنّصف إلى التّاسعة والرّبع موعد بدء الاستقبال.. ثم انتظرنا بالدّاخل حتى تكرمت علينا الموظفة بالحديث.. ثم انتظرنا وانتظرنا وانتظرنا بين كتابة وتحرير وطباعة وإمضاء..وكل ذلك ونحن ندعوا الله أن لا تدقّ السّاعة لمنتصف النّهار.. موعد نهاية الدّوام؟!!!
وكلّ ذلك وجيش من الموظّفين والأعوان بين جلسات لا ينقصها إلا الشّاي.. ودخول وخروج وبوس وعناق وكأنّهم لم يرو بعضهم لأعوام.. وأمام أيّ احتجاج أو تذمّر.. والله إنّي متعب! لم أنم البارحة وأصبحت صائما!! وهل نحن مفطرون؟؟ فكل النّاس صائمون في رمضان.. والجواب الشّافي الكافي المُعافِي فوق هذا وذاك: إذا أردت نصيحتي.. عد بعد العيد!؟
وبعد الإفطار، يتجمّل الكلّ رجالا ونسائا متوجهين إلى الجامع القُطب لأداء صلاة التراويح.. في ركوع خشوع ودموع..
إنّه قمة الإيمان والتوحيد والإخلاص.. لا نعبد إلا الله وحده.. أمَا عَبِيدَهُ.. فنلعنهم ونلعن آبائهم.. إنّها عقيدة التّوحيد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق