منع طالبة من دخول امتحان بسبب تنورتها القصيرة

أطوال التنانير بيننا وبين فرنسا..
حدث هذا في العاصمة، أثناء اجتياز امتحان الكفاءة المهنية للمحاماة.. قام أعوان الأمن بمنع طالبة من الالتحاق بالامتحان لأنها ترتدي تنورة قصيرة؟! انتهى الخبر الذي تناقلته الصحف اليوم والبارحة..
بدأت أدرك أن مكوث المستدمر الفرنسي عندنا لم يكن بدون أثر فلقد خلف فينا غباءه وسفاهته حتى صرنا نمشي وراءه شبرا بشبر.. فإذا كان هو يَعُدُّ أطوال التنانير بحدها الأقصى والشعر بطوله المرئي.. ها نحن نعد التنانير بحدها الأدنى وقريبا سنَعُدّ أشياء أخرى!
من سخرية الأحداث أن يتوق الفرنسيون وهم أهل الغرب والتحرر والإباحية للحشمة بالتنورة الطويلة فيحرمون ذلك، ونتوق نحن ونحن أهل العفة والحشمة والأصالة إلى التنورة القصيرة فنحرم من ذلك.. وكأن لا أحد راضٍ عن قيمه وعاداته وفلسفته.
نحن في زمن نفرض فيه الحشمة على الطالبات، والحشمة فعل ذاتي لا يفرض! وأقصى ما يمكن فرضه هو اللباس، ولكن أي لباس؟ هل سنوحد اللباس في الجامعة ونحن لم نوحده في المدارس أو الثانويات؟ وإذا كان كذلك، فهل سنفرض نمطا من اللباس على الطالبات؟ فما هو طول التنورة المقبولة؟ وما لونها وما نوع قماشها؟ وإذا كان هذا الحال من الأسفل فما هو الحال من الأعلى؟ هل سنفرض طولا للأكمام وعرضا للفتحات والجيوب؟ وما موقع الطلبة الذكور في كل هذا؟ هل سنفصل لهم مقاييس أيضا؟
كما أن الحشمة لا تقاوم بالاطوال، فإن العري لا يحارب بالأمتار.. ولك أن تجول في بعض الحدائق في الأحياء والمجمعات وحتى الجامعات لتشاهد بنفسك أشباه المتحجبات وهن سابغات باللاصق والملتصق في احتكاك وانسجام مع العشاق والأحباب.. فما فائدة اللباس السابغ مع روح مكشوفة؟!
الحشمة تربية وقدوة وعلم قبل أن تكون تنورة وإزار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق