أخطاء الأطباء..

الهروب من الواقع إلى الأوهام
كلنا سمع عن أخطاء الأطباء، من التسرع في إجراء العمليات بدون سبب إلى نسيان المعدات الطبية والساعات داخل بطون وأحشاء المرضى.. وكل هذا سمعناه وشهدناه.. ونسأل الله أن يعافينا ويديم علينا ستره وحفظه..
لكنني وأثناء مشاهدتي لإحدى القنوات الفضائية الوطنية التي ابتلانا الله بها.. وفي خضم لقاء لها مع أحد المشاهير الذين صنعتهم وتروج لهم.. تعرفت على خطأ طبي من نوع جديد! لم أسمع به من قبل!
لقد أعلن ضيف البرنامج ومن على منبر الإعلام أن من أخطاء الأطباء.. واسمعوني جيدا! فربما لن أكررها بعد اليوم.. أن من أخطاء الأطباء.. معالجتهم وتكفلهم بالمصاين بالمس!؟ وتوجيههم لهم للأطباء النفسانيين والعقليين عوض توجيههم للرقاة والمعالجين؟!؟!...
أي والله.. وصدقت العرب حين قالت: عش رجبا ترى عجبا..
لقد صار الراقي والمعالج مختصين كالأطباء.. بل وصاروا أصحاب علم ومعرفة ينبغي للطبيب ألا يتخطاها! بل وعلى الطبيب أن ينتظر رأيهم قبل أن يتكفل بأي مريض.. فإن كان مريضا حقا، جاز له التكفل به، وإلا فهو ممسوس أو مسكون أومضروب ليس له أن يمسه لأنه سيفسد عمل المعالج..
لم أسمع عن صحابي أنه اشتغل بالرقية ومطاردة الأرواح الشريرة والشياطين، ولم نسمع عن تابعي فتح دكانا لبيع الماء المرقي بأضعاف الماء المعدني العادي..
لقد صرنا في مسلسل لا ينتهي من الحروب الوهمية بين السحرة والأرواح الشريرة وصائدي العفاريت والأشباح.. جعل منا أضحوكة بين الأمم.. فحتى الشعوب التي كنا ننعتها بالبدائية تخلت عن خزعبلاتها وطقوسها وأرواحها الشريرة وخاضت في العلوم والبناء والحضارة.. أما نحن فلازلنا نستثمر في قنوات الجن والرقية وندفع أموالنا في الهواء كأن أموالنا حرام وسحت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق