في مطار اسطنبول

نزلنا في مطار اسنطنبول، وصراحة أدهشني حجمه وسعته! استغرقت الطائرة وقتا غير يسير بين المدرج والمحطة، ثم نزلنا عبر رواق مخصص مع حوالي خمس رحلات أخرى، وكعادتنا في بلدنا رحنا نسابق بعضنا بعضا لاعتقادنا أن هناك شرطي أو اثنين لكل هؤلاء المسافرين، وسنبقى في الطابور إلى صباح الغد! لكننا والحمد لله تجاوزنا كل المراقبات في أقل من نصف ساعة، لأن جيشا من الموظفين وعشرات الشبابيك كانت في انتظارنا وهمهم تسريح المسافرين لا احتجازهم طبعا..
مطار أتاتورك في اسطنبول
والنازل بالمطار، وهو أحد مطارين في المدينة، يلحظ حركية وعملا دؤوبا، على الرغم من تأخر الوقت إذ قد حطت طائرتنا في وقت متأخر من اليل! فعلى الرغم من اتساع المرفق، وكثرة المسافرين، وتعدد جنسياتهم ولغاتهم، إلا أنك لا تسمع الضوضاء والفوضى التي تسمعها في مطاراتنا، كما أنك لا ترى العمال أفواجا يحتسون القهوة ويدخنون السجائر وهم يلتهمون المسافرين والمسافرات بنظراتهم.. بل الكل يعمل، ويتحرك دون توقف، اللهم إلا في المقاهي والمطاعم.. إنها الحياة العادية التي نخالها نحن فوضى وقلق لأننا اعتدنا على الخمول والكسل، والعمل لدقائق معدودة في يوم مدفوع الأجر!
خرجنا من المطار ووجدنا دليلنا السياحي في انتظارنا، انتظرنا اكتمال الفوج ثم توجهنا إلى حافلتنا التي أقلتنا إلى فنادقنا كل على ما اختار وحجز.. مستبشرين بالسياحة بدءا من الغد.
وفور خروجنا من المطار لاحظنا أن السياقة في المدينة ليست فنا راقيا، بل عدوانية بعض الشيء، وأعتقد أن مرد ذلك للحركية الكبيرة التي تجعل الناس يسابقون الزمن: فسائق الحافلة كان مضطرا للمرور بخمس أو ست فنادق من شتى أطراف المدينة في سباق مع الساعة لتأخر الوقت، وفي كل محطة كان الدليل يوصل السواح ويتأكد من صحة الحجز في الفندق قبل الإنطلاق إلى الفندق الموالي.
وما لحظناه أيضا أن المدينة لا تنام باكرا، وخصوصا أن الموسم موسم سياحة، والجو لطيف، والأمن مستتب، وفوق هذا وذاك.. المكان جميل وخلاب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق