بائع المطلوع

أركب سيارتي، وأتوجه إلى شاطئ أو غابة أو بحيرة. . أقود سيارتي ببطء لتتمتع عائلتي بمناظر الخضرة وحقول القمح والخضر والفواكه على أنواعها.. ونقترب من مكان النزهة والاستجمام ليستقبلنا قطاع الطريق بزي حارس أو مأجر للطاولات أو قابض لأموال الناس بالباطل!
وأمر أحيانا دائما بطفل أسمر أو طفلة ودعت سمات البراءة وهم يقفون أو يجلسون بجانب سلة فيها بضع خبزات أو بيضات، أو إبريق شاي! ينتظرون هذا السائق أو ذاك ليشتري خبزة، أو بيضتين، أو كأسا من الشاي..
هي متطلبات السياحة، والبنية التحتية للاستجمام العائلي، ونحمد الله على هذا، فهو يجعل الرحلة ممتعة وقليلة التعب والنصب، مادام هناك أطفال يهجرون المدارس والرياض، أو يجبرون على ذلك جسديا أو معنويا، ليقوموا على خدمتنا ونحن في طريق المتعة والاسترخاء!
نحن ندفع لهم المال، فهذه الخدمة ليست بالمجان! وأمثال هؤلاء الاطفال موجودون في العالم كله. وعلى كل حال، لن يتقدم قطاع الخدمات في البلاد إلا إذا انخرط فيه الصغير والكبير..
استمتعنا بالرحلة، والمطلوع الذي باعه إيانا طفل أعتقد أنه في السادسة أو السابعة من العمر. ورجعنا ونحن نقهقه على كلمة أو التفاتة أو مزحة صدرت من هذا أو ذاك.. ولكن لا أحد فينا فكر في ذلك الطفل، وهل يصح منا أن نشتري منه المطلوع فنشجعه على التجارة، ونحييه على الطريق الذي هو سائر فيه، أم نحرمه أجر يومه، وندفعه إلى أشياء أخرى.. أم أن الموضوع تافه، وأنا بكل بساطة أحشر أنفي في أمر لا يعنيني!؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق