أمة تطلق زوجاتها من أجل الإسبان

قرأت خبرين عجيبين أملحين أقرنين! أثارا في نفسي اشمئزازا واحتقارا لا يوصفين لما وصل إليه حالنا العجيب الغريب.
الخبر الأول يتعلق باسقبال برشلونة بمناسبة لقاء الكلاسيكو بين البارصا والريال للجندي المحرر المسكين الطيب المحبوب شاليط! وهو أمر ليس فيه عيب. فأوروبا المتحررة حاملة لواء الحرية منذ قرون النهضة على يد الإسبان والبرتغال، ثم الفرنسيس والإنجليز، وأخيرا الأمريكان.. أوروبا هته لا يمكنها إلا أن تقدر رمزا من رموز الحرية والتحرر كهذا الأنوش، إبن أمه وأبيه، شاليط الذي عانى الأمرين على يد الإرهاب والإرهابيين. فكيف لا يحق للإسبان أن يحتفوا به ويجعلوه أيقونة للسلام.
الخبر الثاني محلي، ويتعلق بشاب، هو أيضا رمز للسلام العالمي، والحرية في أسمى معانيها، حرية التعبير والرأي والفرحة. هذا الشاب السطايفي أقدم على ركل زوجته تتويجها بأوسمة من درجة عاهة وضرب وجرح، ومنحها وسام "مطلقة من الدرجة الثالثة"، وذلك عرفانا لها وتقديرا على إبداء رأيها المساند للريال، والمخالف لرأي زوجها البرشلوني القح، والأسبنيولي الوقح!
هذان الخبران وردا في كل الصحف الوطنية جنبا إلى جنب، يحكيان واقعا مرضيا يعيشه شعبنا العاقل المجنون.. شعب يحب جلاده ويؤذي زوجته ويطلقها، ويطعن صديقه ويذبحه، وسيب أولاده من أجل عدوه بالأمس واليوم. شعب يطلق زوجاته من أجل لعبة ليس له منها لا المال ولا اللقب ولا الرسم. شعب أعلام البارصا لدى مقاهيه وحلاقيه أكثر من أعلامه الوطنية، ويتابع أخبار ساقطات نجوم البارصا أكثر من أخبار علمائه وقادته ومفكريه..
شعب كهكذا شعب! يستحق قادة وأوضاعا وظروفا.. والحق يقال أحسن بكثير!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق