عن مسلسلات رمضان

جميلة حسناء على شاطئ البحر،بثياب نظيفة جدا جدا، وتسريحة شعر عالمية لا شائبة فيها، ومكياج مثير مدروس ومتناسق جدا جدا جدا.. تكلم حبيبها عن العمل وعن أعباء هذا العمل الثقيل الشاق، لتدخل بعد ذلك إلى شقتها الفاخرة الزاهية كالمتحف، النظيفة البراقة مع كل ما فيها من تفاصيل وثنايا وأثاث.
وكل هذا والبطلة تقوم بكل أعباء المنزل، وهي مع ذلك تمتلك أحدث وسائل الرفاهية من هاتف وسيارة وألات.. وفوق كل هذا وذاك، البطلة ليست إلا سكرتيرة متواضعة! هذه هي الصورة التي تنقلها بعض المسلسلات التلفزوينية الرمضانية وغير الرمضانية التافهة للمشاهدين أو على الأقل لي شخصيا! فتخلق بذلك انفصاما في الشخصية، وإحباطا أمام الواقع الذي لا يمت بصلة لهذا الكذب والهراء.
فقديما، وحتى فى الأعمال الفنتازية، نرى الغني غنيا بخدمه وحشمه، والفقير فقيرا بعفنه ووسخه، والمتوسط متوسطا بحاله المتبذب. ولكن المكسيك والأتراك والبرازيليين وحتى الكوريين وأجناسا أخرى لا أعلمها قد جادوا علينا بهذا النوع الجديد من الكذب الذي نصدقه (وإن كنا نتظاهر بتكذيبه ولكن لاوعينا يصدقه واقعا وعملا) الذي جعل شبابنا وشاباتنا كلهم أبطالا من ورق، يريدون السيارة والصاحبة والقصر والعمل بالبذلات والمكيفات، وكل هذا بلا دراسة ولا تعب ولاتكوين ولا سبب ولا أي حركة أو هز أصبع!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق