في ذكرى عيد المرأة

يحق للمرأة أن يكون لها عيد! ومن الظلم مصادرة هذا الحق بدعوى الشرع والعرف والأخلاق. فجعل يوم من أيام العام لتذكر المرأة ومراجعة موقف المجتمع والشرع والقانون منها شيء حسن يقبله العقل، ولا أظن مشايخنا أهل العلم يعترضون عليه أيضا؟
إنما المشكل –في نظري- يكمن في ما وراء وما قبل وما بين سطور هذا العيد!
وأول القصيدة جعل عيد المرأة اليوم الوحيد من العام الذي نتذكر فيه أن للمرأة الحق في أن تعمل لا كالرجل بل أقل منه. وهذا وإن كان إقرارا ضمنيا من الرجل والمرأة بأن للمرأة التزامات بيتية وأسرية تمنعها من العمل بدوام كامل، فلم يحدث أن طالبت به أنثى؟ لأنها إن طالبت به اعتبر ذلك انتقاصا لمكانة المرأة واعترافا منها أنها أضعف من الرجل!
إن مطالبة المرأة بالمساواة الحسابية المطلقة مع الرجل مرض ابتليت به الإنسانية من أناس هم أشد عداوة للمرأة! وأشد من ذلك في مجتمعاتنا، نجد المرأة ساكتة عن حقوق هي لها بنص العقل والشرع والعرف! وتدعي النضال في مطالب ما أنزل الله بها من سلطان. فالمرأة تسكت عن غلق المساجد في وجهها –اللهم إلا في بعض الجمع أو الأعياد ببعض المساجد- وقد كانت تصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده؟ ونجدها تتغاضى عن حقها في نظرة متكاملة لوضعها في المجتمع بحيث يؤخذ قيامها ببيتها، ورعايتها لولدها مأخذ العمل خارج البيت على أنه عمل وشغل وضرورة للمجتمع لا مجرد حياة خاصة ينبغي عليها الاختيار بينها وبين الحياة المهنية؟ وفي مقابل ذلك تطالب المرأة بحرية التعري والجنس مستأسدة في ذلك باتفاقيات حقوق الانسان والحيوان، وتنسى أن الحصول على ذلك لا يستدعي يوما ولا احتفالا ولا مطالبة، بل مجرد نقص في العقل والدين والأخلاق! كما نجد المرأة تطالب بالمساواة في الميراث وتنسى أن الميراث شرع الله الذي جعل النفقة لها واجبة من الحياة إلى الممات وهي حق لها لأنها تحمل وتضع (تلد) وتنفس (من النفاس) وترضع، وتسهر وتربي وقسم لها فوق ذلك ذمة مالية خاصة! ؛ أما المساواة في الميراث فهي قسمة العبد (أو الشيطان) الذي فرض عليها العمل ولو بامتهان شرفها لكي تأكل وتشرب، ورفع عنها الكفالة بمجرد بلوغها سن البيع والشراء، وقسم لها فوق ذلك الحق لزوجها لكي يتخذ من دونها خليلات وخلانا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق