عن المشاركة والتضامن

كثيرا ما نسمع عن الانفراد.. والخروج عن الجماعة.. ومخالفة رأي الأغلبية.. وكل تلك الصفات التي تصنف صاحبها مع الخونة والمرتدين! ولكن، هل تحلت هذه الجماعة أو الأغلبية بروح الجماعة وأساسيات العمل الجماعي؟ كثيرا ما تطالبنا هذه الأغلبية -إن صدقت- بالمشاركة في تحمل المسؤولية، وهو ما يعني المشاركة في تحمل النتائج والأعباء لا غير، إذ غالبا ما تكون المشاركة الوحيدة في الموضوع!

المشاركة الحقيقية تقتضي المشاركة في كل شيء، فإذا أردت مني تحمل مسؤولية قرار ما أو حل ما، عليك أن تشركني في اتخاذ هذا القرار وصياغة هذا الحل! عليك أن تطرح الأمور بشفافية من البداية، فنحدد الخلل معا، ونحصر المشاكل معا، ونفكر في الحل معا، ونصيغ الحلول والقرارات معا. عندها لا معنى للحديث عن المشاركة، فالمشاركة عندئذ تكون أمرا واقعا لا يحتاج إلى تأكيد.

أما أن تعتبرني قاصرا عن التفكير والتحليل، فتقصيني من دائرة القرار والنقاش، فتفرض بالتالي نظرتك القاصرة للموضوع، فالأولى بك أن تواصل اعتبارك بإقصائي من التنفيد وتكمل وحدك ما دمت قادرا ومتمكنا.

فأنت في حقيقة الأمر تبحث عن تابع تشاركه الفشل الذي أنت مقبل عليه، وأنت وحدك المسؤول عنه.. ولكن عذرا، فهذا الدور دون مستوى طموحاتي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق